فصل: الشعر المحمود

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


8925- عن عثمان قال‏:‏ لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا‏.‏

ابن جرير‏.‏

8926- عن ابن عباس قال‏:‏ لأن يمتلئ جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا‏.‏

ابن جرير‏.‏

8927- عن ابن عباس أن شاعرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا بلال اقطع لسانه عني فأعطاه أربعين درهما وحلة، فقال‏:‏ قطع والله لساني‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8928- عن ابن مسعود قال‏:‏ لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا‏.‏

ابن جرير‏.‏

8929- عن أبي الدرداء‏:‏ لأن يمتلئ جوف أحدكم رضفا ‏(‏الرضف‏:‏ بفتح الراء وسكون الضاد الحجارة المحماة‏.‏ انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏ حتى ينقطع خير له من أن يمتلئ شعرا‏.‏

ابن جرير‏.‏

8930- عن أبي سعيد قال‏:‏ بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العرج إذ عرض له شاعر ينشد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ خذوا الشيطان أو أمسكوا الشيطان، لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا‏.‏

ابن جرير‏.‏

8931- عن أبي هريرة قال‏:‏ لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا‏.‏

ابن جرير‏.‏

 الشعر المحمود

8932- ‏{‏الصديق رضي الله عنه‏}‏ عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير عن أبيه عن لبيد الشاعر أنه قدم على أبي بكر الصديق فقال‏:‏

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

فقال‏:‏ صدقت، قال‏:‏ ‏(‏وكل نعيم لا محالة زائل‏)‏

فقال‏:‏ كذبت عند الله نعيم لا يزول، فلما ولى قال أبو بكر‏:‏ ربما قال الشاعر‏:‏ الكلمة من الحكمة‏.‏

‏(‏حم‏)‏ في الزهد‏.‏ مر بحث الشعر المحمود ومر حديث الأقوال برقم ‏[‏7977 و 7978‏]‏‏.‏

8933- ‏{‏عمر رضي الله عنه‏}‏ عن السائب بن يزيد قال بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف فاعتزل عبد الرحمن الطريق، ثم قال لرباح بن المغترف‏:‏ غننا يا أبا حسان، وكان يحسن النصب ‏(‏النصب بفتح النون وسكون الصاد‏:‏ ضرب من أغاني العرب شبه الحداء‏.‏ انتهى‏.‏نهاية‏.‏ ح‏)‏ فبينما رباح يغنيهم أدركهم عمر بن الخطاب، فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏ فقال عبد الرحمن‏:‏ نلهو ونقصر عنا الليل، قال‏:‏ لأن كنت آخذا فعليك بشعر ضرار بن الخطاب‏.‏

ابن سعد‏.‏

8934- عن عبد الله بن يحيى قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب للنابغة نابغة بني جعدي‏:‏ أنشدنا مما عفا الله عنه، فأسمعه كلمة، قال‏:‏ وإنك لقائلها‏؟‏ قال‏:‏ نعم والعرب تسمي القصيدة كلمة‏.‏

ابن سعد‏.‏

8935- عن الشعبي قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إلى المغيرة بن شعبة وهو عامله على الكوفة أن أدع من قبلك من الشعراء فأستنشدهم ما قالوا من الشعر في الجاهلية والإسلام، ثم أكتب بذلك إلي، فدعاهم المغيرة بن شعبة، فقال للبيد بن ربيعة‏:‏ أنشدني ما قلت من الشعر في الجاهلية والإسلام، قال‏:‏ قد أبدلني بذلك سورة البقرة وسورة آل عمران وقال للأغلب العجلي‏:‏ أنشدني، فقال‏:‏

أرجزا تريد أم قصيدا * لقد سألت هينا موجودا

فكتب بذلك المغيرة إلى عمر، فكتب إليه عمر‏:‏ أن انقص الأغلب خمسمائة من عطائه، وزدها في عطاء لبيد، فرحل إليه الأغلب، فقال‏:‏ اتنقصني أن أطعتك‏؟‏ فكتب عمر إلى المغيرة‏:‏ أن رد على الأغلب الخمسمائة التي نقصته، وأقررها زيادة في عطاء لبيد بن ربيعة‏.‏

ابن سعد‏.‏

8936- عن ربعي بن حراش قال‏:‏ وفد وفد من غطفان إلى عمر بن الخطاب، فقال‏:‏ أي شعرائكم أشعر‏؟‏ قالوا‏:‏ أنت أعلم يا أمير المؤمنين، قال من الذي يقول‏:‏

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة * وليس وراء الله للمرء مذهب

ولست بمستبق أخا لا تلمه * على شعث أي الرجال المهذب

قالوا‏:‏ النابغة، قال فمن القائل‏:‏

إلا سليمان إذ قال المليك له * قم في البرية فازجرها عن الفند

قالوا‏:‏ النابغة، قال فمن القائل‏:‏

أتيتك عاريا خلقا ثيابي * على وجل تظن بي الظنون

فألفيت الأمانة لم تخنها * كذلك كان نوح لا يخون

قالوا‏:‏ النابغة، قال فمن القائل الذي يقول‏:‏

ولست بذاخر لغد طعاما * حذار غد لكل غد طعام

قلنا النابغة، فقال‏:‏ النابغة أشعر شعرائكم، وأعلم الناس بالشعر‏.‏

ابن أبي الدنيا والدينوري والشيرازي في الألقاب ‏(‏كر‏)‏ ورواه وكيع في الغرر وابن جرير ‏(‏كر‏)‏‏.‏

8937- ‏{‏عن الشعبي‏}‏ عن السائب قال‏:‏ ربما قعد على باب ابن مسعود رجال من قريش، فإذا فاء الفيء، قال عمر‏:‏ قوموا فما بقي فهو للشيطان، ثم لا يمر على أحد إلا أقامه، قال‏:‏ ثم بينا هو كذلك، إذ قيل هذا مولى بني الحسحاس يقول الشعر، فدعاه فقال‏:‏ كيف كنت قلت‏؟‏ فقال‏:‏

ودع سليمى إن تجهزت غاديا * كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا

قال حسبك صدقت صدقت‏.‏

‏(‏خ‏)‏ في الأدب‏.‏

8938- عن ابن سيرين‏:‏ قدم سحيم على عمر بن الخطاب، فأنشده قصيدته، فقال له عمر‏:‏ لو قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك‏.‏

عمر بن شبة والأصبهاني في الأغاني وابن جرير‏.‏

8939- عن أبي حصين قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب‏:‏ لله در الذي يقول‏:‏ عميرة ودع أن تجهزت غاديا * كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا

وكيع في الغرر‏.‏

8940- عن عمر أنه كان ينهى الشعراء أن ينسبوا ‏(‏ينسبوا‏:‏ تأتي من بابين من باب نصر ومن باب ضرب والمراد بالنسيب هنا التشبب بالنساء‏.‏ انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏ بالنساء فقال حميد بن ثور‏:‏

أبى الله إلا أن سرحة مالك * على كل أفنان العضاه تروق

وقد ذهبت عرضا وما فوق طولها * من السرح إلا عشبة وسحوق

فلا الفيء منها بالعشا نستطيعه * ولا الظل منها بالغداة نذوق

فهل أنا إن عللت نفسي بسرحة * من السرح موجود علي طريق

وكيع‏.‏

8941- عن محمد بن سيرين قال‏:‏ ذكروا الشعراء عند عمر بن الخطاب، فقال كان علم قوم لم يكن لهم علم أعلم منه‏.‏

وكيع‏.‏

8942- عن ابن شهاب قال‏:‏ كان عمر يأمر برواية قصيدة لبيد بن ربيعة التي يقول فيها‏:‏

إن تقوى ربنا خير نفل * وبإذن الله ريثي وعجل

أحمد الله فلا ند له * بيديه الخير ما شاء فعل

من هداه سبل الخير اهتدى * ناعم البال ومن شاء أضل

وكيع‏.‏

8943- عن محمد بن إسحاق عن عمه موسى بن يسار، قال‏:‏ كان عمر بن الخطاب جالسا ذات يوم فقال‏:‏ أيكم يحفظ أبيات أبي اللحام التغلبي‏؟‏ فلم يجبه أحد بشيء، فلما كان بعد أتاه ابن عباس، فأنشده أبيات أبي اللحام‏:‏

خليلي رداني إلى الدهر إنني * أرى الدهر قد أفنى القرون الأوائلا

كأن المنايا قد سطت بي سطوة * وألقت إلى قبر علي الجنادلا

ولست بأبقى من ملوك تخرموا * أصابهم دهر يصيب المقاتلا

أبعد ابن قحطان أرجي سلامة * لنفسي أو ألفي لذلك آملا

فبكى عمر ومكث جمعا يستنشد ابن عباس هذه الأبيات‏.‏

وكيع‏.‏

8944- عن الحسن أن قوما أتوا عمر بن الخطاب فقالوا‏:‏ يا أمير المؤمنين إن لنا إماما شابا إذا صلى لا يقوم من مجلسه حتى يتغنى بقصيدة قال عمر‏:‏ فامضوا بنا إليه، فإنا إن دعوناه يظن بنا أنا قد غضضنا أمره فقاموا حتى أتوه، فقرعوا عليه، فخرج الشاب، فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين ما الذي جاء بك‏؟‏ قال‏:‏ بلغني عنك أمر ساءني، قال‏:‏ فإني أعتبك يا أمير المؤمنين، ما الذي بلغك‏؟‏ قال‏:‏ بلغني أنك تتغنى، قال‏:‏ فإنها موعظة أعظ بها نفسي، فقال عمر‏:‏ قل، إن كان كلاما حسنا قلت معك، وإن يك قبيحا نهيتك عنه، فقال‏:‏

وفؤادي كلما عاتبته * عاد في اللذات يبغي نصبي

لاأراه الدهر إلا لاهيا * في تماديه فقد برح بي

يا قرين السوء ما هذا الصبا * فني العمر كذا باللعب

وشباب بان مني ومضى * قبل أن أقضي منه أربي

ما أرجي بعده إلا الفنا * طبق الشيب على مطلبي

ويح نفسي لا أراها أبدا * في جميل لا ولا في أدب

نفس لا كنت ولا كان الهوى * إتقي الله وخافي وارهبي

فبكى عمر، ثم قال هكذا، فليغن كل من غنى، قال عمر وأنا أقول‏:‏

نفس لا كنت ولا كان الهوى * رابضي الموت وخافي وارهبي

ابن السمعاني في الدلائل‏.‏

8945- عن ابن عباس قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب‏:‏ تعلموا الشعر، فإن فيه محاسن تبتغى، ومساوى تتقى، وحكمة للحكماء، ويدل على مكارم الأخلاق‏.‏

ابن السمعاني‏.‏

8946- عن ابن عباس قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب‏:‏ ما في شعر العرب أحكم من قول العبديين‏:‏

لقد غرت الدنيا رجالا فأصبحوا * بمنزلة ما بعدها متحول

فساخط أمر لا يبدل غيره * وراض بأمر غيره سيبدل

وبالغ أمر كان يأمل دونه * ومختلج من دون ما كان يأمل

أبو الوليد الباجي في المواعظ‏.‏

8947- عن الأسود بن سريع قلت‏:‏ يا رسول الله ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى‏؟‏ قال‏:‏ أما إن ربك يحب الحمد‏.‏

‏(‏حم‏)‏ وأبو نعيم‏.‏

8948- عن الأسود بن سريع قال‏:‏ قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إني مدحت الله مدحة، ومدحتك، قال‏:‏ هات وابدأ بمدحة الله عز وجل‏.‏

ابن جرير‏.‏

8949- وعنه إني قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت‏:‏ يا نبي الله إني قد قلت شعرا أثنيت فيه على الله، ومدحتك قال‏:‏ أما ما أثنيت به على الله فهاته، وما مدحتني به فدعه، فجعلت أنشده، فدخل رجل طوال أقنى، فقال‏:‏ أمسك فلما خرج قال‏:‏ هات قلت‏:‏ من هذا يا نبي الله الذي دخل‏؟‏ فقلت‏:‏ أمسك فلما خرج قلت‏:‏ هات‏؟‏ قال‏:‏ هذا عمر بن الخطاب وليس من الباطل في شيء‏.‏

‏(‏طب‏)‏‏.‏

8950- الأعشى المازني‏:‏ أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فأنشدته‏:‏

يا مالك الناس وديان العرب * إني لقيت ذربة من الذرب

غدوت أبغيها الطعام في * رجب فخالفتني بنزاع وهرب

أخلفت العهد ولطت بالذنب * وهن شر غالب لمن غلب

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتمثلها ويقول‏:‏ وهن شر غالب لمن غلب‏.‏

‏(‏عم‏)‏ وابن أبي خثيمة والحسن بن سفيان والطحاوي وابن شاهين وأبو نعيم‏.‏

8951- ‏{‏أنس رضي الله عنه‏}‏ قال القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا‏:‏ حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، ثنا عون بن علي، ثنا الأعشى، ثنا أوس بن ضمعج ‏(‏أوس بن ضمعج الكوفي الحضرمي ويقال النخعي وكان من القراء الأول كان في ولاية بشر بن مروان سنة ‏(‏74‏)‏ ويقول ابن حجر‏:‏ وقال العجلي‏:‏ كوفي تابعي ثقة وقال ابن سعد‏:‏ أدرك الجاهلية وكان ثقة معروفا قليل الحديث وذكره ابن حبان في الثقات‏.‏

تهذيب التهذيب ‏(‏1/383‏)‏‏.‏ ص‏)‏ عن أنس قال استأذن العلاء بن يزيد الحضرمي على النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذنت له فأذن، فلما دخل عليه سفر ‏(‏سفر‏:‏ من باب ضرب والسفر هنا المراد الكنس‏.‏ انتهى‏.‏من النهاية والقاموس ح‏)‏ له النبي صلى الله عليه وسلم البيت، ثم أجلسه وتحدثا طويلا، ثم قال له‏:‏ تحسن من القرآن شيئا‏؟‏ قال‏:‏ نعم، ثم قرأ عليه ‏{‏عبس‏}‏ حتى ختمها فانتهى إلى آخرها وزاد فيها من عنده، وهو الذي أخرج من الحبلى نسمة تسعى من بين شراسيف وحشا، فصاح به النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا علاء انته، فقد انتهت السورة، ثم قال‏:‏ يا علاء هل تروي من الشعر شيئا‏؟‏ قال نعم ثم أنشده‏:‏

وحي ذوي الأضغان تسب قلوبهم * تحيتك الأدنى فقد يرفع النغل ‏(‏النغل‏:‏ بفتح النون وسكون الغين وككتف‏.‏‏.‏ ولد الزنية‏.‏ انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏

وإن دحسوا للشر فاعف تكرما * وإن كتموا عنك الحديث فلا تسل

فإن الذي يؤذيك منه سماعه * وإن الذي قالوا وراءك لم يقل

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أحسنت يا علاء، أنت بهذا أحذق منك بغيره إن من الشعر لحكما، وإن من البيان لسحرا، فسارت من كلامه مثلا صلى الله عليه وسلم‏.‏

ابن النجار‏.‏

8952- ‏{‏جابر بن سمرة‏}‏ عن جابر بن سمرة قال‏:‏ كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتناشدون الشعر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع‏.‏

‏(‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏‏.‏ وفي المنتخب ‏(‏طب‏)‏‏.‏

8953- عن جابر بن سمرة قال‏:‏ جالست النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة في المسجد، يجلس مع أصحابه يتناشدون الشعر، وربما تذاكروا أمر الجاهلية، فيتبسم النبي صلى الله عليه وسلم معهم‏.‏

ابن جرير ‏(‏طب‏)‏‏.‏

8954- عن السائب بن خباب قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع‏:‏ خذ لنا من هناتك، فنزل يرتجز لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏(‏طب‏)‏ ‏(‏ذكر مسلم في صحيحه ‏(‏3/1429‏)‏ كتاب الجهاد رقم ‏(‏1802‏)‏ مسير خيبر وارتجز عامر هذه الأبيات وراجع القصة بطولها‏.‏

وإن الأبيات التي ارتجزها هي‏:‏

والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا

إنا إذا قوم بغوا علينا * وإن أرادوا فتنة أبينا

فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لاقينا

هذا ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ‏(‏4/183‏)‏‏.‏

والحديث الذي يليه عن أبي الهيثم المتروك رقم ‏(‏8955‏)‏ بدون ذكر القصة أو الحادث فهو حديث واحد لأن السند الذي يذكره ابن كثير في هذه الأبيات هو‏:‏ عن أبي الهيثم‏.‏ فالواقع أن الحديثين هما حديث واحد‏.‏

وراجع السيرة النبوية لابن هشام ‏(‏3/328‏)‏ في ذكر المسير إلى خيبر لقد ذكر الحديث وسنده والأبيات انتهى‏.‏

ووضح الهيثمي في مجمع الزوائج ‏(‏8/128‏)‏ وساق حديث‏:‏ أبي الهيثم فمن هنا يتبين لك أن حديث عامر بن الأكوع والذي يليه ‏(‏8955‏)‏ حديث واحد‏.‏انتهى‏.‏‏(‏ص‏)‏‏.‏

8955- عن أبي الهيثم بن التيهان عن أبيه‏.‏

8956- عن وائل بن طفيل بن عمرو الدوسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قعد في مسجده منصرفه من الأباطل، فقدم عليه خفاف بن نضلة بن عمرو بن بهدلة الثقفي، فأنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

كم قد تحطمت القلائص في الدجى * في مهمه قفر من الفلوات

قل من التوريش ليس بقاعه * نبت من الأسنات والأزمات

إني أتاني في المنام مساعد * من جن وجرة كان لي ومواتي

‏(‏وجرة‏:‏ بفتح الواو وسكون الجيم موضع بين مكة والبصرة أربعون ميلا ما فيها منزل‏.‏ انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏

يدعو إليك لياليا ولياليا * ثم أحزأل وقال لست بآتي

‏(‏أحزأل أحزئلالا‏:‏ المراد بها الخوف في هذا الموضع‏.‏ انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏

فركبت ناجية أضر بها السرى * جمر تخب به على الأكمات

‏(‏الناجية‏:‏ اسم للناقة‏.‏ والجمز‏:‏ نوع من السير السريع والخبب كذلك‏.‏

والأكمات‏:‏ جمع أكمة المكان المرتفع‏.‏ انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏

حتى وردت إلى المدينة جاهدا * كيما أراك فتفرج الكربات

قال فاستحسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال‏:‏ إن من البيان كالسحر وإن من الشعر كالحكم‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8957- عن الشريد قال‏:‏ أردفني النبي صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت‏؟‏ وفي لفظ‏:‏ هل تروي من شعر أمية شيئا قلت‏:‏ نعم، فأنشدته، قال‏:‏ هيه، فلم يزل يقول هيه، حتى أنشدته مائة بيت، فقال إن كاد ليسلم، وفي لفظ‏:‏ لقد كاد أن يسلم في شعره‏.‏

‏(‏ع‏)‏ وابن جرير ‏(‏كر‏)‏‏.‏

8958- عن الشريد قال‏:‏ خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فبينا أنا أمشي ذات يوم إذ وقع ناقة خلفي، فتلفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ الشريد‏؟‏ قلت نعم، قال‏:‏ ألا أحملك‏؟‏ قلت بلى، وما بي من إعياء ولا لغوب، ولكن أردت البركة في ركوبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأناخ فحملني، فقال‏:‏ أمعك من شعر أمية ابن أبي الصلت‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ هات فأنشدته مائة بيت، قال‏:‏ عند الله علم أمية بن أبي الصلت، عند الله علم أمية بن أبي الصلت‏.‏

ابن صاعد وقال غريب ‏(‏كر‏)‏‏.‏

8959- عن ابن عباس قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل بالشعر‏:‏

ويأتيك بالأخبار من لم تزود

ابن جرير ‏(‏كر‏)‏ ‏(‏هذا البيت لطرفة بن العبد البكري من معلقته المشهورة وأول البيت‏:‏

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا * ويأتيك بالأخبار من لم تزود

والحديث رواه الترمذي كتاب الأدب باب ما جاء في إنشاد الشعر رقم ‏(‏2852‏)‏ وقال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ‏(‏8/128‏)‏ وقال رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح انتهى‏.‏ ص‏)‏‏.‏

8960- عن عروة قال‏:‏ قدمت البصرة على عبد الله بن عباس وهو عامل عليها، فقلت له حين دخلت إليه‏:‏

أمت بأرحام إليكم قريبة * ولا قرب بالأرحام مالم تقرب

فقال ابن عباس‏:‏ من قالها‏؟‏ قلت‏:‏ أبو أحمد بن جحش، قال ابن عباس‏:‏ فهل تدري ما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قلت‏:‏ لا، قال‏:‏ قال له‏:‏ صدقت‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8961- عن ابن عباس قال‏:‏ الشعر ديوان العرب هو أول علم العرب فعليكم بشعر الجاهلية شعر أهل الحجاز‏.‏

ابن جرير‏.‏

8962- عن عمار بن ياسر قال‏:‏ لما هجانا المشركون شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ قولوا لهم كما يقولون لكم، فإن كنا لنعلمه إماءنا بالمدينة‏.‏

ابن جرير ‏(‏كر‏)‏‏.‏

8963- عن كعب بن مالك أنه قال‏:‏ يا رسول الله ماذا ترى في الشعر‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأنما تنضحونهم بالنبل‏.‏

ابن جرير‏.‏

8964- عن كعب بن مالك حين أنزل الله في الشعر ما أنزل، قال‏:‏ يا رسول الله إن الله قد أنزل في الشعر ما قد علمت، فكيف ترى فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأنما تنضحونهم بالنبل، وفي لفظ‏:‏ لكأنما ترمونهم به نضح النبل‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8965- عن أبي حاتم السجستاني سهل بن محمد‏:‏ ثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى، حدثني رؤبة بن العجاج، حدثني أبي قال‏:‏ سألت أبا هريرة فقال‏:‏ يا أبا هريرة ماذا تقول في هذا‏؟‏

طاف الخيالان فهاجا سقما * خيال تكني وخيال تكتما

قامت تريك رهبة أن تصرما * ساقا بخنداة وكعبا أدرما

فقال أبو هريرة‏:‏ كان يحدى نحو هذا أو مثل هذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعيبه‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8966- عن العجاج قال‏:‏ أنشدت أبا هريرة هذه القصيدة التي فيها ‏(‏وكعبا أدرما‏)‏ فقال‏:‏ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه نحو هذا من الشعر‏.‏

‏(‏ع كر‏)‏‏.‏

8967- عن أبي زيد عمر بن شبة‏:‏ ثنا أبو جرى وأبو حرب، الثاني رجل من حمير من ولد الحجاج بن باب الحميري، ولهم شرف، ثنا يونس بن حبيب عن رؤبة بن العجاج عن أبيه، عن أبي الشعثاء عن أبي هريرة قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وحاد يحدو‏:‏

طاف الخيالان فهاجا سقما * خيال تكنى وخيال تكتما

قامت تريك خشية أن تصرما * ساقا بخنداة وكعبا أدرما

والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينكر ذلك، قال أبو زيد‏:‏ وهذا خطأ وذلك أن الشعر للعجاج، والعجاج إنما قال الشعر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بدهر، والصواب ما في الطريق الأول، إلا أن أبا عبيدة قال‏:‏ قد قال العجاج بن رحره في الجاهلية‏.‏

‏(‏عد كر‏)‏ ‏(‏رؤبة بن العجاج الشاعر الراجز المشهور واسم العجاج عبد الله ابن رؤبة وتوفي سنة ‏(‏145‏)‏ ه وكان يتأله‏.‏ تهذيب التهذيب ‏(‏3/290‏)‏‏.‏

قال ابن شبة‏:‏ هذا خطأ فإن الشعر للعجاج وعداده في التابعين‏.‏

قال النسائي‏:‏ رؤبة ليس بثقه‏.‏

لقد سرد الذهبي السند والمتن والأبيات في ميزان الاعتدال ‏(‏2/56‏)‏ عند ترجمة‏:‏ رؤبة بن العجاج‏.‏ فارجع إليه‏.‏ ص‏)‏‏.‏

8968- عن أحمد بن بكر الأسدي‏:‏ ثنا أبي أنه أتى رسول الله صل الله عليه وسلم، فلما رأى فصاحته قال له‏:‏ ويحك يا أسدي هل قرأت القرآن مع ما أرى من فصاحتك‏؟‏ قال‏:‏ لا ولكني قلت شعرا، فاسمعه مني، قال‏:‏ فقل قال‏:‏

وحي ذوي الأضغان تسب قلوبهم * تحيتك الأدني فقد يرفع النغل

فإن عالنوا بالشر فاعلن بمثله * وإن دحسوا عنك الحديث فلا تسل

وإن الذي يؤذيك منه سماعه * كأن الذي قالوه بعدك لم يقل

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا ثم أقرأه ‏{‏قل هو الله أحد الله الصمد‏}‏ فزاد فيها قائم على الرصد لا يفوته أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ دعها فإنها شافية كافية‏.‏

مر برقم ‏[‏8951‏]‏‏.‏

8969- عن جابر قال‏:‏ لما كان يوم الأحزاب وردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من يحمي أعراض المؤمنين‏؟‏ قال كعب أنا يا رسول الله، فقال‏:‏ إنك تحسن الشعر‏؟‏ فقال حسان بن ثابت‏:‏

أنا يا رسول الله، قال‏:‏ نعم أهجهم أنت فسيعينك روح القدس‏.‏

ابن جرير‏.‏

8970- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر‏:‏ ما تكلمت العرب بكلمة أصدق من هذا‏:‏

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

ابن جرير‏.‏

8971- عن المقدام بن شريح عن أبيه قال‏:‏ قلت لعائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر‏؟‏ قالت‏:‏ كان يتمثل بشعر عبد الله بن رواحة يقول‏:‏

ويأتيك بالأخبار من لم تزود

‏(‏كر‏)‏ وابن جرير‏.‏ مر برقم ‏[‏8959‏]‏

8972- عن عائشة قالت‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل من الشعر‏:‏ ويأتيك بالأخبار من لم تزود‏.‏

ابن جرير‏.‏

8973- عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن أنيس حدثه عن أمه وهي ابنة كعب بن مالك، في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينشد فلما رآه كأنه انقبض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما كنتم عليه‏؟‏ فقال كعب‏:‏ كنت أنشد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ فأنشد - حتى مر بقوله‏:‏

نقاتل عن جذمنا كل قحمة ‏(‏الجذم‏:‏ بكسر الجيم وفتحه هو الأصل‏.‏

والقحمة‏:‏ بضم القاف وسكون الحاء‏:‏ هي الورطة والمهلكة‏.‏انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏‏.‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تقل نقاتل عن جذمنا ولكن نقاتل عن ديننا‏.‏

ابن جرير ‏(‏عب‏)‏‏.‏

8974- عن معمر عن الزهري كان راجز يرجز للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزل ابنه بعد ما مات فقال أرجز لك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فقال عمر‏:‏ انظر ما تقول، فقال أقول‏:‏ ‏(‏تالله لولا الله ما اهتدينا‏)‏، فقال عمر‏:‏ صدقت، ‏(‏ولا تصدقنا ولا صلينا‏)‏، فقال عمر‏:‏ صدقت ‏(‏فأنزلن سكينة علينا، وثبت الأقدام إذ لاقينا، والمشركون قد بغوا علينا، إذا يقولون اكفروا أبينا‏)‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من يقل هذه‏؟‏ قال‏:‏ أبي يا رسول الله قالها، قال‏:‏ رحمه الله، قال‏:‏ يا رسول الله قد يأبى الناس الصلاة عليه مخافة أن يكون قتل نفسه، فقال‏:‏ كلا بل مات مجاهدا له أجران اثنان‏.‏ قال الزهري وكان ضرب رجلا من المشركين بسيفه فرجع السيف فأصاب نفسه بسيفه فمات ‏(‏الحديث هنا ‏(‏بياض في الأصول‏)‏ والقصة راجعها‏:‏

-1- البداية والنهاية لابن كثير ‏(‏4/182‏)‏ بطولها في ذكر المسير إلى خيبر‏.‏

-2- ذكر الحديث كذلك بطوله صحيح مسلم ‏(‏2/1430‏)‏ كتاب الجهاد والسير باب غزوة خيبر رقم ‏(‏124‏)‏‏.‏

-3- وكذا ذكر الحديث بطوله‏:‏ صحيح البخاري ‏(‏5/166‏)‏ باب غزوة خيبر؛ فالأبيات وردت بعدة ألفاظ مغايرة والكل يذكرونها في‏:‏ غزوة خيبر انتهى‏.‏ ص‏)‏‏.‏